كان تحديد خطة البدء بالقرب من الله سبحانه وتعالى هاجسا دعى كثيرا ممن قرأ يتساءل هل نقرأ لشيخ يدعونا لترك كل ما في الدنيا والتقرب من الله الأمر الذي جعلني أتعجب حينا ثم أضحك حينا آخر من هذه الفكرة التي وردت ببال البعض فأنا لست كذلك ولا أدعو لذلك فلست بشيخ ولكنني شخص رأى أن البداية الجديدة التي نستحقها حقا هي القرب من الله تعالى .. ولا أدعو لترك الدنيا فالله لم يأمرنا بتركها بل أمرنا بإعمارها وجعلنا مستخلفين فيها لنجعلها عامرة بالخير
والخير لا يبدأ أبدا الا من نفس الانسان فلن تجد الخير أو تراه إلى إذا زرعته داخلك ولن تستطيع أبدا أن تزرع الخير إلا بالقناعة والرضا .... الرضا المتمرد
إنها النقطة الوسطى بين الرضا والتمرد والتي لا يستطيع الكثيرون الوصول إليها بل من الصعب على الكثيرين الوصول اليها لانهم يتأرجحون بين الرضا والتمرد
فهناك من هم راضون بحالهم حسن ذلك الحال او ساء هم راضون قانعين قابعين في قاع الحياة
وهناك من هم متمردون لا يرضون بأي شيء من الله عليهم به يبغون دوما أقصى ما يمكن الوصول إليه فلا يصلون لشيء
اما حالة الرضا المتمرد فهي حالة من الاقتناع التام بأن الله سيمن عليك بفضله ولن تأخذ من هذه الدنيا إلا ما تستحق ولكن هل تعرف ما تستحق ؟؟
لا يوجد من يعرف ما يستحق حتى من يكتب لك تلك الكلمات فأنا لا أعرف ما أستحق الا أني أستحق دوما بداية جديده لحياتي التي كانت تسير على غير هدى وأن البداية الجديده التي أستحقها هو أن أسير على هدى ونور من الله
إذن فكل ما لم أصل إليه قد أستحقه ولكن لكي أستحقه لابد أن أسعى إليه ولكي نسعى علينا أن نرسم طريق السعي فكيف نرسم النهاية ونحن لا نعرف كيف البداية
إن الناجحون في هذه الدنيا كثيرين جدا ليس كما يوهمنا البعض بإن الناجحون قله ولكن المشكله أن قليل منهم من استمر على طريق النجاح او بالأصح قليل منهم من كان يرسم ما بعد النجاح لأنه من البداية لم يرسم الطريق بأكمله فكانت النتيجة انه عند نجاحه فرط فيما منحه الله من هبة .. فضل الطريق
إن الاشخاص المتمردون تجد فيهم رفض تام لأي شيء ... وتجد شراهه ونهم لا ينتهي لكل الخير وما من مخلوق يحصل على كل شيء ... لا بد ان يكون دوما هناك ما ينقص حتى تحلو الحياة
والاشخاص الراضون رضا الخنوع لا يحركون ساكنا في مواجهة اي نكبة من نكبات الحياة فلا يفوز بشيء مما وهبه الله عز وجل للبشر
لابد ان يكون دوما هناك مزيج بين كلاهما أن ترضى بما قسم الله لك بعد أن تكون قد بذلت كل ما في وسعك للوصول إلى ما تريد مستعينا بالتقوي بالله عز وجل
وألا ترضى أبدا بما تشعر أنه أقل من مجهودك وما تستحق فمادمت تستطيع أن تبذل ما هو أكبر فأنت تستحق أكثر وأكثر
هل حاولت يوما أن تمسك الماء بيدك .... بالطبع لن تستطيع ... ولكنك تستطيع أن تحتويه بأن تجعل ليدك شكلا مقوسا فلا أنت ممسكه ولا أنت فقدته
هذا هو الرضا المتمرد فلا أنت راض عن القليل وأنت تستحق الكثير ... ولا أنت رافض لنعم الله بل قانع بها وراض عنها
فالرضا مذموم إذا كان استسلام والتمرد محمود إذا تمردت على ما لا تستحق
هل تعرف ما تستحق ؟؟؟